
"القومي للبحوث" يدق ناقوس الخطر: زواج الأقارب وراء أمراض وراثية تكلف الدولة ملايين الجنيهات
حذّر المركز القومي للبحوث من التبعات الصحية والاقتصادية الخطيرة لزواج الأقارب، مؤكدًا أن هذه الظاهرة ترفع احتمالات إصابة الأطفال بأمراض وراثية معقدة قد تؤدي إلى إعاقات جسدية وذهنية، وتشكل عبئًا كبيرًا على الأسر والدولة من حيث تكاليف العلاج.
جاء ذلك خلال فعاليات الصالون العلمي الخامس للمركز القومي للبحوث، الذي افتتحه الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز، في إطار دعم المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى حديثي الولادة. وتستهدف المبادرة رصد 19 مرضًا جينيًا في مراحله المبكرة لتسهيل العلاج والحد من الآثار المترتبة عليه.
وأكد معوض في كلمته الافتتاحية أن الصالون يشكل منصة علمية مهمة لمناقشة أكثر الأمراض الوراثية خطورة، واستعراض طرق الوقاية والتشخيص المبكر، مشددًا على دور المركز في دعم جهود الدولة بمجال الصحة الوقائية.
توصيات حاسمة
وخلال النقاشات، طالب المشاركون بتفعيل الفحص الطبي قبل الزواج بشكل إلزامي وربطه بإجراءات التوثيق الرسمية، بما يضمن تنفيذه فعليًا وليس على الورق فقط. كما دعوا إلى إدراج فحص محيط رأس الأطفال إلى جانب اختبار الغدة الدرقية ضمن الفحوصات الإلزامية لحديثي الولادة، لما له من أهمية في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية العصبية.
وتحدث الدكتور هشام فايق، عميد معهد الوراثة البشرية، عن جهود المعهد في التصدي للأمراض الوراثية والإعاقات الناتجة عنها، مشددًا على أهمية رفع الوعي المجتمعي بخطورة الوراثة العشوائية، وتعميم المبادرات الصحية في مختلف المحافظات.
في السياق ذاته، أكدت الدكتورة عبير نور الدين، عميد معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية، أن المبادرة الرئاسية تُعد فرصة ذهبية لتوفير العلاج المجاني والتشخيص المبكر، ما يعزز من فرص النمو السليم للأطفال.
مشاركات علمية متميزة
تضمنت فعاليات الصالون سلسلة من المحاضرات العلمية والنتائج البحثية البارزة، من بينها:
عرض قدمته الدكتورة نجوى عبد المجيد، الفائزة بجائزة "لوريال-يونسكو"، استعرضت فيه قاعدة بيانات جينية لمرضي التوحد والصمم الوراثي في مصر.
مداخلة للدكتورة مها سعد زكي، الحاصلة على جائزة الدولة التقديرية، أعلنت فيها اكتشافها لمتلازمة جينية نادرة أُطلق عليها اسم "متلازمة زكي".
محاضرة للدكتورة غادة القماح حول أمراض الدم الوراثية وطرق الكشف المبكر عنها.
عرض للدكتورة إكرام فطين، تناول أمراض التمثيل الغذائي الوراثية لدى الأطفال.
مشاركة للدكتورة غادة الحسيني، تحدثت فيها عن إنشاء عيادة متخصصة لصغر حجم الرأس والعيوب الخلقية بالمخ، مشيرة إلى مشاركتها في أكثر من 140 بحثًا علميًا في مجال الوراثة البشرية.
جهود مستمرة لمكافحة الأمراض الوراثية
ويأتي تنظيم هذا الصالون العلمي في إطار التزام المركز القومي للبحوث بتكريس البحث العلمي والمعرفة كأدوات رئيسية لمواجهة التحديات الصحية المرتبطة بالأمراض الوراثية، والعمل على الوقاية منها من خلال استراتيجيات دقيقة وفعالة، تخدم الأجيال الحالية والمقبلة.
